مطلع الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لبناء عالم مثالي
 
الرئيسيةwww.masrah.on.mأحدث الصورالتسجيلدخول
فرقة الضحى
للأناشيد و الامداح النبوية
0618193990
في جميع الافراح و المناسبات


 

 بـيـن الـقـلـعـــة و الســــــــــور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
granada
عضو نشيط
عضو نشيط



انثى
عدد الرسائل : 54
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 04/11/2008

بـيـن الـقـلـعـــة و الســــــــــور Empty
مُساهمةموضوع: بـيـن الـقـلـعـــة و الســــــــــور   بـيـن الـقـلـعـــة و الســــــــــور I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 11, 2008 3:48 am

elephant المشهد الثاني

( داخل القلعة ، قاعة كبيرة فخمة التأثيث، في أعلاها يظهر طرف بناء القلعة، يجلس الحاكم: على عرشه، وفي القاعة القائد ورجال الحكم).‏

الحاكم : إقرأ تقريرك ياسعد.‏

سعد : يقول عيوننا يامولاي أنهم شاهدوا مدداً جديداً للعدو.‏

الحاكم : ماذا ترى ياقائد الجند؟‏

القائد : يريدون أن يفرضوا بالقوة شروطهم علينا بالصلح.‏

الحاكم : أي صلح هذا الذي تذكر الآن؟‏

القائد : عندما لاتنتهي الحرب بنصر ولا هزيمة، يلجأ المتحاربون عادة إلى الصلح.‏

الحاكم : وأين موقعنا من النصر أو الهزيمة؟‏

القائد : بين بين.‏

الحاكم : يعني على حافة الصلح كما ترى.‏

القائد : إن كنت أنت الذي ترى يامولاي.‏

الحاكم : هل جاءك نبأ بذلك من العدو؟‏

القائد : لايامولاي، وإن كنت أتوقع.‏

الحاكم : اعلموا جميعاً أني لن أصالح عدواً فوق أرضي.‏

القائد : إذن علينا بالاستعداد المتزايد.‏

الحاكم : وهل ادخرنا شيئاً لم نفعله في سبيل ذلك؟‏

القائد : قد نضحي بكل شيء.‏

الحاكم : أتخاف ذلك؟‏

القائد : أليس شيء خيراً من لاشيء.‏

الحاكم : لا ليس خير فيه، ولا شيء خير من شيء مع ذل.‏

سعد : مولاي، نحن في موقف عظيم في الداخل.‏

الحاكم : كم هي جريمة أن نسلم رقاب هؤلاء الناس فتدوسها اقدام العدو ماذ نقول لهم وللتاريخ؟‏

القائد : مولاي، دعنا نشدد على الطاعة التامة لكل الناس أمامكم.‏

الحاكم : لم أسمع خروج واحد منهم علينا.‏

القائد : أما رأيت الممثلين؟‏

الحاكم : رأيتهم وكلهم شرف وعزة ونخوة، أما رأيت ذلك أنت؟‏

القائد : لقد تجاوزوا حدودهم.‏

الحاكم : كلا لم يفعلوا، وماذ ترى أن تفعل بهم؟‏

القائد : نمنع ألسنتهم عن التعريض.‏

الحاكم : إن أخرست الألسن هيجت ضدك النفوس أو دعت عليك العيون.‏

القائد : لكنهم يسيؤون لمركزنا، فلا يهابنا الناس ولا يمتثلون لأمرنا.‏

الحاكم : هذا لايكون إلا بالثقة والحب ياقائد وليس بقطع الألسن.‏

القائد : كما ترى يامولاي وأنت أدرى.‏

الحاكم : سعد، نادِ قائد الميدان.‏

قائد الميدان Sad يدخل ويحيي) في خدمة مولاي( يجلس بإشارة من الحاكم )‏

الحاكم : هل من جديد خلف السور والباب الجنوبي.‏

قائد الميدان : أتوقع تقرباً للعدو نحونا.‏

الحاكم : السبب؟‏

قائد الميدان : زيادة في الضغط علينا.‏

الحاكم : ونحن؟‏

قائد الميدان : كما كنا يامولاي ما زلنا قادرين على صد العدو.‏

الحاكم : هل أنت بحاجة لمزيد من الجند.‏

قائد الميدان : للدفاع ، لا، أما لطرد العدو فنحن بحاجة.‏

الحاكم : مر بي كل ثلاثة أيام.‏

قائد الميدان : أمر مولاي.‏

الحاكم : سعد، هل وصلت الوفود، إن كانوا هنا دعهم يدخلون.‏

( يدخل الرجال ، يسلمون ويجلسون)‏

الحاكم : أهلاً بكم في مجلسنا ذاته كعادتنا وعادتكم.‏

عمرو : يسعدنا أن نلقاك دائماً وأنت بخير.‏

الحاكم : من في هذا المكان لايجد الراحة.‏

عمرو : شيء عظيم أن يشعر الآخرون بالراحة في ظل هذا المكان وسيده.‏

مغامر : قد نفيد في شيءٍ يبعد عنكم القلق والانشغال.‏

الحاكم : بينكم أحس بالطمأنينة.‏

عرفجة : شيء يدعو للشرف.‏

الحاكم : هي قضية واحدة تعرفونها، وهي التي تؤرقنا جميعاً.‏

عمرو : باب الجنوب وما خلفه‏

الحاكم : هو هو.‏

عمرو : هو جرح لايشفى إلا بالكي أو البتر، وتعلم يامولاي أنا مارسنا ذلك كثيراً، ونحن فرسان حقيقيون في الساحة.‏

مغامر : لمَ التردد يامولاي، دعنا نتحرك؟‏

الحاكم : أخاف سوء المغامرة، وأحب أن أؤجل الأمر حتى يأتي المدد من القلاع الأخرى.‏

عمرو : مع أني لاأحب الكلام، لكننا ننتظر اليوم الحاسم.‏

الحاكم : يكفيني الآن موقفكم العظيم.‏

عمرو : هو واجب لاأكثر ، فالبلد والأرض والباب والسور لنا جميعاً، وإن لم ندافع عنها فمن ذا يفعل غيرنا؟‏

الحاكم : لكم شكري الجزيل، وسوف يجمعنا شرف الدفاع في يوم غير بعيد، باركمكم الله.‏

( يخرجون مودعين )‏

سعد : ( يهمس بأذن الحاكم: فينهض ويخرج ويتبعه الآخرون)‏

القائد : ( يمسك بذراع قائد الميدان: وهو خارج ) لاتخرج الآن وابق قليلاً معي في القاعة.‏

قائد الميدان : وجودنا هنا بعد الحاكم يخالف الأوامر. قل ما تشاء ونحن خارجان.‏

القائد : هذا أفضل مكان للحديث لأنه بعيد عن الأنظار.‏

قائد الميدان : والعاملون هنا؟‏

القائد : لاتعبأ بهم، يمكننا التظاهر بإتمام حديث كنا بدأناه عن الموقف العسكري، ويمكننا الإجابة كذلك لوسألنا أحد فيما بعد.‏

قائد الميدان : أراك حذراً.‏

القائد : هذا أفضل واسلم.‏

قائد الميدان : هل ستتحدث بأمرسري؟‏

القائد : الأمور العسكرية سرية، ألا تعرف؟‏

قائد الميدان : سرية عن من؟‏

القائد : لاتضيع الوقت في أسئلة ساذجة ، سوف تسمع وتعرف وتحكم وتقرر موقفك.‏

قائد الميدان : قل الذي تريد.‏

القائد : الحرب شأننا فما شأن هؤلاء الناس حتى يعتمدهم الحاكم، كما أنه يسمع لكل راغب بالكلام أن يفعل ويعرض بنا وهيبتنا ، مقابل كلمة تملق.‏

قائد الميدان : هذا أيضاً كلام، وهو رأيك، وخير لك أن تكتفي به، ولو شئت أن يسمعه آخر فليكن الحاكم ذاته.‏

القائد : هل خفت؟‏

قائد الميدان : أنت تعرفني تماماً وتعرف استقامتي وأني لا أحب الدسيسة.‏

القائد : هي ليست دسيسة، وقد قلت هذا الكلام للحاكم ، لكنه لم يهتم.‏

قائد الميدان : إذاً دعك منه أو اكشف قصداً لك آخر..‏

القائد : هو كذلك.‏

قائد الميدان : ماذا تعني؟‏

القائد : أن نخلعه، ونتسلم أنا وأنت الأمر معاً، وحتى تظهر نوايانا العظيمة ننقض على الأعداء ونحرر السور وباب الجنوب.‏

قائد الميدان : لكننا غير قادرين الآن.‏

القائد : علينا أن ننفذ المحاولة، ولو أخفقنا يكون لنا العذر.‏

قائد الميدان : ونعود إلى ما كان عليه الحاكم.‏

القائد : تماماً.‏

قائد الميدان : والخلاصة هي تنحية الحاكم، لا لن أفعل ولن أشارك وذلك غدر وخيانة.‏

القائد : وماذا تفعل بالذي سمعت.‏

قائد الميدان : كأني لم أسمع شرط أن تلغي كل ما يملأ رأسك.‏

القائد : وإذا وشيت؟‏

قائد الميدان : قلت إني لم أسمع شيئاً.‏

القائد : ومع ذلك فسوف أتهمك لو نطقت بحرف.‏

قائد الميدان : أنا لا أخافك وافعل ما تشاء.‏

القائد : ( يهز برأسه ثم ينصرف، يتبعه بعد قليل قائد الميدان. تهتز الستارة ويخرج من خلفها نجم: وشاب آخر هو سالم).‏

نجم : أسمعت ما سمعت؟‏

سالم : وأكثر منك، أنت هنا ضيفي ، لكني موكل بمثل هذه الأحاديث.‏

نجم : تعني أنك مهتم من قبل، وليس وجودنا هنا كان مصادفة.‏

سالم : ياصديقي الطيب هذا عملي.‏

نجم : وهل ستنقله إلى الحاكم:؟‏

سالم : يكفيك الآن هذا الحد.‏

نجم : أتخاف مني؟‏

سالم : ليس خوفاً يا نجم، إنها طبيعة الأشياء وإلا فسدت.‏

نجم : كما تشاء، لكن ماذا عني أنا؟‏

سالم : كأنك كالستارة أو هذا الكرسي، مر بك صوت فلم تدرِ ولم تفهم ولم تسمع ، أعتقده واضحاً وهذا من أجل سلامتك.‏

نجم : هل أنا في خطر؟‏

سالم : ما دمت كالكرسي فلا خطر منك ولا عليك، ودعنا من هذا الآن.‏

نجم : انتظر، أين فوز، جئنا معاً ونعود معاً؟‏

سالم : إنها عند زوجة الحاكم ، تعال، سأجعل أحداً يناديها.‏

( تتحرك الستارة من جديد وتخرج فوز)‏

فوز : ياإلهي، ما أمتع أن تعرف أسراراً دون أن يشك بك أحد، الآن فهمت كلمات القائد عندنا في السرداق وهنا في القاعة، وبوضع الكلمات أمام الكلمات ، يبدو أن هذا الرجل طامع وخطير وغدار( تمشي وتتأمل القاعة).‏

( سالم ونجم يعودان للقاعة)‏

نجم : أين أنت يافوز، فتشت عنك..‏

فوز : كنت عند زوجة الحاكم، ثم أتيت هنا بعد أن قيل لي انك مع سالم في القاعة فلم أجد أحداً.‏



نجم : الآن ذهبنا ورجعنا، هيا بنا.‏

فوز : قاعة جميلة أراها أول مرة وربما آخر مرة فدعني أتمتع.‏

سالم : تمتعي فكم أنت تمتعينا بالكلام الجميل في السرادق.‏

فوز : حقاً ياسالم.‏

سالم : أنت موهوبة يافوز.‏

نجم : دعك من الأوصاف المعنوية ولا تقرب(يشير إلى جسمها) وإلا لويت رأسها عني.‏

فوز : دعه يتحدث، الكلام الجميل صدقة، ثم إني مازلت سيدة نفسي وهذا شيء عظيم، هل تصدق بوجود امرأة هي سيدة على نفسها في مثل عصرنا هذا؟‏

سالم : أنت حرة.‏

فوز : هذا صحيح، لكني حرة فقط بما أفكر خفية عن الناس، ولست حرة تماماً بأعضائي الأخرى.‏

سالم Sad يضحك) كيف ذلك ولا يستعبدك أحد كلاً ولا جزءاً‏

فوز : هذا طامع في يدي وذاك برجلي وذك بكلامي وآخر في حركاتي وأولادي ذريعة الأبدية ، ناهيك عن عواطفي وحبي وآمالي وشهوتي وغزلي وغرامي. نحن النساء مزيج غير مستقل ، معرض للهجوم في كل زمان ومكان. إن أحب الناس إلينا وأمتعهم إلى قلوبنا يأتينا مهاجماً.‏

نجم : كفاك كلاماً وهيا قبل أن يهاجمك حراس القلعة.‏

فوز : ولماذا يفعلون، وهل أسأنا الأدب أو سرقنا القلعة؟‏

نجم : لكن تذكري أنك في قلعة الحاكم، هنا تتخذ القرارات وتصدر الأحكام، وهنا يمنح بعضهم ويحرم آخرون ، الثواب والظلم. الناس هناك ومصيرهم هنا، أجسادهم هناك وتفكيرهم هنا يرسم.‏

فوز : أنا أفهم، أنت تخيفني الآن حتى أصمت ، لكني أقول ما أريد في السرادق ويسمعني الحاكم ويسر، ولم يطلب مني يوماً أن أسكت أو أغير لهجتي وحديثي.‏

سالم : أنت تمثلين وتتحدثين، ويسمعك الناس وترتسم على وجوههم تعابير مختلفة قد تلعب دوراً هاماً في تحديد المكانة علواً وهبوطاً.‏

فوز : أنتم تهولون الأمر حتى تنخلع قلوب الناس من كلمة حق تقال.‏

سالم : إذاً خافوا واسلموا.‏

فوز : الخائف لايقدر على شيء ويسكنه الجبن والعدم، فلا ينفع ولاينتج ولا يتحرك إلا بأمر، نوع من الموت في الحياة.‏

سالم : أراك مثقفة وتفهمين‏

فوز : ما رأيك لو كانت كل النساء مثلي، ناهيك عن الرجال؟‏

سالم : سيكون شيئاً رهيباً..‏

فوز : أرأيت ما تحبون وما تجنون!‏

سالم : علمكم السرادق كثيراً.‏

فوز : هذا فخر لنا، ثم لكم بالجوار وطبيعة الحال. هل ستبلغ عن حديثنا هذا بحكم الواجب، إلى الحاكم؟‏

سالم : ( يفكر ويتباطأ بالجواب) هذا يعتمد.‏

فوز : على ماذا؟‏

سالم : على أهمية الموضوع وآراء الشخص المعني.‏

فوز : إذاً أبلغ الحاكم، وإن لم تفعل فسوف أبلغه بنفسي.‏

سالم : هل هذا تحدٍ يافوز؟‏

فوز : هو جواب على كلمتك : هذا يعتمد ( تلفظها مثله) من تظن نفسك ومن تظنني؟‏

نجم : هو لايقصد.‏

فوز : أحس بمثل هذه الجمل بصدق أكثر منك.‏

نجم : سالم: صديق طيب.‏

فوز : هذا نصيبي حتى من الطيبين.‏

سالم : لكني لا أعني الذي فهمت.‏

فوز : لابأس. هذا يكفيني الآن.‏

الحاكم : ( يظهر في القاعة، يصمت الآخرون احتراماً يتقدم، يحيونه) أعترف حتى يزول ذنبي، لقد سمعت حديثكم وأنا بالباب، توقفت، وكانت أول كلمة أسمعها من سالم: هذا يعتمد، وسمعت الحوار وكأني في السرادق، فوز هي هي في التمثيل والواقع، أنت تعجبينني يافوز، هل تعلمين بأي شيء؟‏

فوز : أنت أدرى يامولاي في نفسك.‏

الحاكم : لكن سأتحدث عنك‏

فوز : ويظل رأيك يامولاي.‏

الحاكم : يعجبني بك ثلاثة أشياء، الفهم والجرأة وممارسة الحرية وكأنك لاترين أحداً يمنعك.‏

فوز : لي الشرف أن يكون رأيك هذا بي.‏

الحاكم : هل ستخبرينني بالحديث الذي دار بينك وبين سالم؟‏

فوز : أرجو أن يفعل سالم نفسه.‏

الحاكم : سالم يحمل واجباً ينفذه ويرضي ضميره. أما أنت فتحملين هموم الناس أجمعين.‏

فوز : كلامك يامولاي أراحني كثيراً، لأنه فسر لي شيئاً غامضاً أمارسه وأحس به دون أن أدري سببه، والآن عرفت، شكراً لك يامولاي.‏

الحاكم : أنت مختلفة وسيحرمك هذا طعم الراحة.‏

فوز : الحمد لله أن وجدت من يفهمني.‏

الحاكم : وأي واحد هذا الذي وجدت !‏

فوز : لايفهم الناس من الحاكم سوى أنه حاكم، قال الحاكم، تحدث، فعل، أنجز ، أصلح ، أخطأ. ... هو حاكم قبل كل شيء، وصفاته الأخرى زينة يتقرب الناس بها إليه، والزينة فيك يامولاي- دون قصد التقرب- هي التي تعجبني أكثر من السلطة.‏

الحاكم : لاأراك تحبين السلطة ولا السلطان.‏

فوز : السلطان يميل دائماً للقوة، والقوة سلاح خطير وموجع لو شاء صاحبه استعماله، وهي دائماً وسيلة الظلم والقهر، والسلطان العادل أندر من مر بالتاريخ، فمن ذا الذي يمتنع دائماً عن استخدام وسيلة القوة التي يلعب بها بيديه صباح مساء؟ وما من أحد يحب الظلم. والناس العاديون لو شاءوا الظلم عمداً كان ظلمهم صغيراً ومحدوداً لأنهم بعكس السلطان الذي لوشاء ظلماً لترك نصف الناس يظلمون النصف الآخر، ثم يعكس الحال بينهم في يوم آخر.‏

الحاكم : ( يضحك) ما رأيك أن تعملي في قصري، فلك رأي راجح؟‏

فوز : الشكر والعرفان أولاً، لكن لاأبدل حريتي.‏

الحاكم : لن يفرض عليك شيء.‏

فوز : سأشترك في فرض رأيي على الناس وهم غائبون.‏

الحاكم : كوني لساناً لهم.‏

فوز : حتى لو أحببت، فقد لايقبلون بي وهذا ظلم.‏

الحاكم : وكيف إذاً؟‏

فوز : أن أظل بينهم وأبقى مثلهم.‏

الحاكم : بعيدة عن السلطان؟‏

فوز : قريبة منهم وقريبة من السلطان لو أحب.‏

الحاكم : لك ما تشائين.‏

فوز : لقد حكمت بالعدل وأنصفتني‏

الحاكم : فإذا لم تأتي إلينا نذهب للسرادق.‏

فوز : شرف عظيم لي وللسرادق وللفكر النيّر الحسن يحمله الرجل الكبير فيما بين القلعة والسور.‏

الحاكم : يبدو أني أسكت سالماً وأسكت أنت نجماً.‏

فوز : يبدو أن الرجال مختلفون في التقدير عن النساء فسكتا وتكلمت.‏

الحاكم : ( يضحك) انتبهي لنجم فهو طيب.‏

فوز : وكذلك لو تفعلون، فسالم طيب أيضاً، والأولى أن انتبه لنفسي وللساني أولاً، ولذا أستودعك الله والسلام.‏

الحاكم : مع السلامة ( تخرج مع نجم)‏

سالم : لسانها طويل يامولاي.‏

الحاكم : ألم يثر انتباهك شيء فيها غير لسانها؟‏

سالم : صنعتي، وظيفتي، دون قصد أرصد الألسنة والآذان والعيون.‏

الحاكم : وشكلها؟‏

سالم : النساء كثيرات يملأن كل مكان.‏

الحاكم : وأنت تعرف منهن الكثير.‏

سالم : بحكم العمل يامولاي.‏

الحاكم : هل من جديد ياسالم؟‏

سالم : كل الناس عندي موضع شبهات وهم تحت الرصد.‏

الحاكم : وهل استقر رصدك على أحد؟‏

سالم : حتى الآن لا، لكن قد يحدث، وساعتها يعرف مولاي.‏

الحاكم : إياك والظلم.‏

سالم : لو كنت كذلك، لجعلت فوزاً عبرة لمن يعتبر.‏

الحاكم : إلا هذه ، وإلا ستكون الطامة الكبرى على رأسك.‏

سالم : سمعت الآن وقدرت يامولاي.‏

الحاكم : لاتغفل عن جهة الجنوب فخلفها أعداء.‏

سالم : عيني على الجهات جميعاً وعلى كل الأبواب.‏

الحاكم : لكن الأعداء هناك خلف السور.‏

سالم : وقد يكونون داخل السور.‏

الحاكم : ماذا تعني؟‏

سالم : طبيعة عملي لاترى فرقاً بين مكان وآخر، ولابين أناس وآخرين.‏

الحاكم : وهل ترى عينك قومك كما ترى الأعداء؟‏

سالم : إنه الحذر.‏

الحاكم : تلك كارثة أن نعيش خائفين من الخارج والداخل.‏

سالم : لكنها غير منظورة ولا يحس بها أحد.‏

الحاكم : لكن قد تصل إلى عيون القوم واسماعهم، فيخافون ويفقدون بنا الثقة والاحترام‏

سالم : الاحترام دائماً موجود.‏

الحاكم : من خوف، أم أنه احترام إجباري وكره مستور؟‏

سالم : لنا الظاهر، وظواهر المشاعر تخلق جواً جماعياً كبيراً مسيطراً حتى لو كانت كاذبة‏

الحاكم : ولماذا ذلك، لماذا لانثق بالناس حقاً، لماذا نخاف منهم بينما يظهرون لنا كل ود ومحبة‏

سالم : هذا ما تريده يامولاي ونريده نحن، يظهرون الود والمحبة، أما لماذا، فقد يكون وداً من القلب، وقد يكون من اللسان، والنتيجة واحدة.‏

الحاكم : أنت الآن تدهشني، أحقاً هكذا تعامل الرعية؟‏

سالم : مولاي، كل هذا خارج إحساسهم وإدراكهم.‏

الحاكم : وهل هم حقاً كالبهائم لايدركون؟‏

سالم : ليسوا كذلك يامولاي، لكن ذلك يقع خارج اهتمامهم.‏

الحاكم : وأنت سعيد بذلك ، أم أنك اصطنعته؟‏

سالم : البشر عندنا هكذا، عيون وآذان أوأجساد وجلود‏

الحاكم : هكذا إذاَ ، أنا حاكم آذان وعيون على اجساد وجلود لابأس، سوف نرى، انصرف الآن (يخرجان إثر بعض).‏

هند : ( تخرج من وراء الستارة، تمشي حتى الباب، تلتفت تنادي سالماً بصوت منخفض)‏

سالم : ( يدخل) من أين انبثقت في هذه اللحظة؟‏

هند : من خلف الستارة.‏

سالم : كنت تسمعين.‏

هند : كل شيء، ماذا جرى لك حتى كشفت نفسك بهذه الصورة الكريهة أمام الحاكم الذي يرى نفسه نبيلاً لامثيل له.‏

سالم : كنت أظنه سيسر بأساليبي لحمايته.‏

هند : وهل يسر عندما يعلم أنك حاميه يامغفل؟ في الوقت الذي يحمي قبائل مؤلفة من آلاف خير منك، أهذا قول عاقل؟‏

سالم : ما كنت أحسب هكذا، كنت أعتقد أن به سذاجة، وإلا كيف يترك قاعة مجلسه مفتوحة يرتادها كل من يدخل القصر، هل هي حانة أم خان؟‏

هند : لكن إياك أن تظهر أفضالك على أحد، لايحب الناس ذلك، فكيف من كبير القوم على عامل صغير عنده؟‏

سالم : لاشك في أنه غاضب الآن.‏

هند : انتبه لنفسك منذ الآن.‏

سالم : لاتدعيه يعرف بلقائنا وإلا أخرجك من بيته.‏

هند : هو يثق بي ويعاملني باحترام.‏

سالم : ظلي كذلك، فالأيام قد تتغير.‏

هند : على من؟‏

سالم : على الجميع، فلنحاول أن نتجنبها.‏

هند : إياك أن تلعب.‏

سالم : لعبي على المستور كعادتي دائماً، لقد قال مولاي كلمة أعجبتني ختم بها حديثه، لابأس سوف نرى... وفعلاً سوف نرى.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بـيـن الـقـلـعـــة و الســــــــــور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بـيـن الـقـلـعـــة و الســــــــــور
» بـيـن الـقـلـعـــة و الســــــــــور
» بـيـن الـقـلـعـــة و الســــــــــور -
» بـيـن الـقـلـعـــة و الســــــــــور -
» بـيـن الـقـلـعـــة و الســــــــــور

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مطلع الاسلام :: منتدى نادي المسرح :: النصوص المسرحية-
انتقل الى: