مسرحية
مجرد عابر
تأليف/ أحمد الزغول
من نقطة تبتعد بنفس المسافة عن قريناتها.. إلى شخصيات أربع..
الشخصيات:
الأول : وحيد فـقوي .. إتحاد فضعف
الثاني : أكذوبة عَلنية .. مستقبل ؟؟
الثالث : نضال طويل .. تفريق عتيد
الرابعه: نفاق .. أمل ! .. يا ريت
مشهد واحد : مشهد التمهيدي
الأول: تخيل معي تلك القرية التى يكمن في منتصفها حكيم أعمى وأخرس لا يسمع،
ولكنه تكلم بحكمتة ورأى ببصيرته وسمع قبل حكمته ..
أهمله الجميع ..
يشبه بحراً علق بين جدارين ..
إذا حاول التقدم إصطدم بالأمامي وإذا رجع إصطدم بالخلفي .. ما الحل؟
نسيت أن اقول لكم أن تلك القرية دائرية .. منسية .. تشبه مضمار صراع عليها سور هائل على السور بابُ لا مفتاح له إلا الطاعة ..
إذا وصلت الباب إما الطاعة أو أن تعود حكيماً بين جدارين.
الثاني: وأين أنت من ذلك الجدار؟
الأول: لم أتجرأ على العبور .. ليس خوفاً .. إنما حكمة.
الثاني: إذاً أنت حكيم.. من تظن نفسك؟
الأول: لا أدري ربما حكيم مفقود ! يكفي أنني أتحرك والبقية جالسون.
أتدري زرتُ صديق قديم جلست أرضا فإذا بقدمه جذر شجرة عتيق
زُرتُ غيره هو عزيز على قلبي، أعرف أنه مبدع الغريب أن قدماه تصل رأسه .. أعجبني التكوين الحركي ..
لم أفهم .. أنظر هناك تجده واقفاً .. هناك .. هناك.
الثاني: لم أفهم منك شيئاً ..
لماذا تعقد الأمور هكذا؟ قل ولو جملةً واحد أفهمها.. إسمع دعنا نتصارح
ماإسمك؟
كم عمرك؟
ما مقاس حذائك؟
عفواً ما مقاس عقلك؟
ما نوعه؟ من أين حصلت عليه؟
هل لي بتجربته؟
هل لهم بتجربته؟
أين تلك القريه؟....
الأول: مهلاً ها أنت بدأت تفهمني أنت تسأل عن القرية.
الثالث: وأين انت من تلك القرية؟
الأول: لست في المنتصف ولا حتى عند الجدار؟
الثالث: أين أنت اذاً؟
الأول: ذلك ما أحاول الوصول إليه؟
الثاني: ((لـ الثالث)) أنا معه منذ ساعة لم أفهم منه شيئاً.
الثالث: ما إسمك؟
كم عمرك؟
ما مقاس حذائك؟
عفواً ما مقاس عقلك؟
ما نوعه؟
من أين حصلت عليه؟
هل لي بتجربته؟
هل لهم بتجربته؟ صمت
الأول: أكمل .. أكمل.. أرجوك..
الثالث: لقد إنتهيت ماذا بعد؟
الأول: أين تلك القرية؟
الثالث: أي قرية؟ لم أفهم منكما شيئاً.
الأول: إهتم بشعرك.
الثالث: لمذا المهم الجوهر.
الأول: شعرك يحمي عقلك.
الثالث: وإذا حلقته؟
الأول: فقدت شرفك.
الثالث: ((لـ الثاني)) ما به هذا ما الذي يقوله؟
الثاني: هو هكذا منذ ساعة.
الثالث: وقبل ذلك؟
الثاني: لم ألتق ِ به.
مشهد إثنان: مشهد المخاض
الأول: فلسفة العبقرية أنها عندما ترتكز على المظاهر يقمعُها جهل الأغلبية.
الرابعه: جهل الأغلبية ينشئ من ضجر وقت العصر.
الأول: سألت نفسي سؤالاً مرات ٍ ومرات .. ما أصعب سؤال وجدتُ نفسي أقول .. ما هذا؟
الرابعه: أنت رجلُ ُ والرجال قليلُ وفي رواية أخرى مهزلة.
الأول: مهزلة التاريخ لها قواعد بيئية تكسر حاجز الكرامة الإنسانية عند فقدانها لأصولها التربوية.
الرابعة: ها أنت بدأت تُخرف.
الأول: عبوري هنا يدل على شئ ٍ واحد.
الرابعه: ما هو؟
الأول: سيدُ الهم هم.
الرابعه: فلسفة أخرى ..كفاك جدالا.ً
الأول: وهمُ العمر مراحل.
الرابعه: قلت كفاك جدالاً.
الأول: وهمُ العمر مراحل.
الرابعه: كفى.
الأول: أمرك سأصمت .
الرابعه: عندما تصل لفقدان السيطره إستمر بالضغط.
الأول: ها قد بدأت أنت بالفلسفة.
الرابعه: وما شأنك.
الأول: ألم نتفق على التعاون.
الرابعه: لم نتفق.
الأول: إذا نتفق.. البند الأول: ..
الرابعه: كفى.
الأول: لم أقل شيئاً.
الرابعه: أنا من سيضع القوانين.
الأول: سأقفك بجانبك للدعم.
الرابعه: لا أريد إناثاً.
الأول: لا.
الرابعه: أنصاف رجل.
الأول: رجل
الرابعه: من
الأول: أنت.
الأول: : أنت رجلُ ُ والرجال قليلُ وفي رواية اخرى مهزلة.. مهزلة التاريخ لها قواعد بيئية ... قطع
الرابعه: ها أنت تعود لفلسفتك.
الأول: فلسفتي تشعرني بطعم الحياة .. بالنشوة.
الرابعه: سأقطع لسانك...
الأول: سأشمها...
الرابعه: حشوت أنفك...
الأول: سأسمعها...
الرابعه: لا سمع...
الأول: أنا أعمى...
الرابعه: بدأت تفهم أنا لم أقل شيئاً.
يدخل الثاني...
الثاني: ((لـ الرابعه)) من هذا المعتوه؟
الرابعه: مجرد عابر.
الثاني: لا يهمني.
الأول: ((لـ الرابعه)) من هذا؟
الرابعه: لا أدري.
الثاني: ((لـ الرابعه)) وماذا يفعل هنا؟
الأول: قالت لك مجرد عابر.. دقائق وأذهب.
الثاني: ((لـ الرابعه)) كنت مسافراً وعدت.. زرتُ أهل القرية.
الأول: ((لـ الثاني)) مرحباً .. أنا حكيم القرية المفقود.
الثاني: أي قرية؟
الأول: التى زرتها.
الثاني: ما به؟ لم أقل شيئاً يا رجل.
الأول: ((لـ الرابعه)) ألم يذكرتلك القرية؟
الرابعه: من أنت؟
الأول: أنا حكيم القرية المفقود.
الثاني: حاضرها.
الأول: بل عالقُ ُ بين جدارين.
الثاني: مللت هذا الرجل سأذهب.
الرابعه: خذي معك.
الثاني: بشرط أنا من سيضع القوانين.
الرابعه: طبعاً ومن غيرك.
الثاني: سننجب إثنان وعشرين طفلاً.
الأول: وأنا .. ألم نتفق.
الثاني: إذهب هيا إذهب.
الأول يخرج...
الثاني: ((لـ الرابعه)) هيا بنا إلى حياة راغدة..
يخرجان
مشهد ثلاثة : مشهد الدرس
يدخل الأول والثالث ... الثالث يلحق الأول.
الثالث: سيدي .. علمني شيئاً..
الأول: مشغول .. مشغول.
الثالث: سيدي.
الأول: نعم.
الثالث: علمني شيئاً.
الأول: اوووف قلت لك مشغول..
الثالث: آمرك أن تساعدني.
الأول: كيف؟
الثالث: جملة عابرة.
الأول:كُلنا جملُ ُ عابرة.
الثالث: قل وأعبر.
الأول: إسمع هذه... قطع
الثالث: نظري أم عملي؟
الأول: الإثنان.. ركز معي.. عملية تجميع الطاقة لضرب شخص ٍ معين ثم تضيع...
الثالث: لم أفهم.
الأول: ركز معي مره أخرى..
((يغضب يجمع طاقته ثم فجأه يرتخي))
((بخمول)) هل فهمت الآن؟
الثالث: يعني..
الأول: ماذا فهمت؟
الثالث: سكران؟
الأول: لم تفهم.
الثالث: علمني شيئا ً.
الأول: مشغول.
الثالث: سيدي.
الأول: نعم.
الثالث: علمني شيئا ً.
الأول: قلت لك مشغول.
الثالث: سيدي..
يخرجان...
مشهد أربعة: مشهد إلى الآن
دخول الأول يحمل جريده على شكل سلاح .. يدفع الثاني والثالث والرابع ويحتجزهم..
الأول: مافي وقت .. يله.
الرابعه: بالسياسه كل إشي بنحل.
الأول: ((يرمقها بنظرة حقد)).
الثالث: ساعدنا.
الثاني: عندي حل..
الأول: ((يرمقهم جميعاً بنظرة حقد)) مجد من رماد...
يأمرهم بالجمود..
يبدأ بصناعه حاجز حديدي..
الأول: مجد من رماد .. ناره أشعلتها أنا.. ظناً مني أنه حلُ ُ سريع إتفقتم عليَّ ..
سايرتكم .. ربيتكم صغاراً .. أتذكرون كيف كنت أطعمكم .. ألاعبكم ..
فجرو اللعبه.. حاولت أن أجمع أجزائها ولكن أجزائها لاتجمع .. كل جزء له الحق في الإستقلال .. هكذا قالوا..
كبر كل جزء بعد أن تعلم وربي بمساعدتي ..
تمرد عليّ َ ظن أنه الأقوى تعدى على أخوه طمعاً في التقدم..خَسِر تقدمه .. حاول غيره .. كسب تقدم .. عسكري.. علمي.. إنساني..
لا أعتقد أنه تقدم إنساني.. ضاع في النهاية جُن.. ولكنة بقي رمز زائف ..
يكفيه شرف التجربة..
الرابعه: عارٌ عليه..
الأول: مجرد عابر.
الثالث: مجرد عابر.
الثاني: يهملهم.
الأول: قلت لك مجرد عابر.
الرابعه: ((بسخرية)) يعبر عبثا ً؟
الثالث: ((مستغرباً)) وهل ينقلب السحر على الساحر؟
الثاني: طال الزمان وفُك السحر.
الأول: كيف؟
الثاني: ((يشير إلى الثالث)) دعه يحلم.
الأول: ((لـ الثالث)) تكلم .. كيف؟
الثالث: أحلم بالحرية .. جسدي عاري .. ولكن أملي كبير.. أشعر بالبرد .. أشعر بالحر ..
يكوى ظهري يومياً
تلدغني الأفعى يومياً ..
طعم سمها حلاوة لمقاومة جسدي..
قتلوا أبي أخي إغتصبوا الباقي .. ولكن أملي كبير..
سأقف وحدي.. دون منازع .. لا أريدكم .. إذهبوا .. دعوني وحيدا ..
لا ترموا السكاكين ..
أشعر بالألم ..
آه كم عانيت .. عذبوني.. شردوني..
قمة الخيانة عندما تكون أخوية ..
إبن عاهرة .. أبوه مشرد .. طاغية .. أناني .. هو الأفعى .. نعم .. هو الأفعى ..
أفعى سوداء ضخمة كبيرة .. تتغلغل في أجسادنا سأنزعها..
((ينظر إلى جسده)) من هنا .. من هنا.
.((يسقط أرضاً)) لا أمل .. إتركوني وحيداً..
الأول: سمها حلاوة.. كيف تشعر بحلاوة السم؟ كيف تجرؤ؟
الثالث: وما الفرق أصبح زماني ملغوم .. لا فرق عندي بين السم والسكر..
الرابعه: السكر غالي..
الثاني: أنا لا أشبعه..
الأول: ويشبعه الباقي؟ هل تشربون الشاي؟
الرابعه: خمسة ملاعق لو سمحت.
الثالث: بدون سكر.
الثاني: لا أرغب الشاي.
الأول: بتعرفوا .. بطلت فارقة عندي أحجزكم .. أطلق سراحكم .. ولله ما هي فارقه.
الثالث: لا لا لا تف من تمك .. لو سمحت .. أنا مش متعود على الحرية .. خليك حاجزنا شو في ورانا..
الأول: قولتك شو في ورانا.
الثاني: أعترف الكم بسر؟
الثالث: شو.
الأول: آه احكي محنا قاعدين قاعدين.
الثاني: أنا إذا ما انضغت بتمرد قليل حياء أنا .. ما بقدر مش بإيدي ولله ..
الاول: ولله لأربيكم ولله.
((يضحكون))
الثالث: ((لـ الرابعه)) شو يا جاره ليش ساكته إشربي شاي.
الرابعه: حلو إكتير.
الأول: عشان السكر غالي صح.
الرابعه: غالي آه..
الثاني: أشوفك ساكتة شو مالك؟
الرابعه: نعم.
الثاني: مع إنك تعشقي السياسة المنزلية.. بس بشوفك ساكتة..
الرابعه: أول مره بصحى على حالي.
الأول: ((بفرح)) بلشت تفهم..
الرابعه: نفسي أحكي نفسي أتحرك .. زهقت .. مليت..
الأول: إحكي إحكي إحكي..
الرابعه: كل يوم بشتري نفس الجريده أكثر من مره ..
بعاني أكثر من مره ..
بجوع أكثر من مره ..
بعطش مره للحرية ..
بدي أحكي .. بدي أتحرك ..
رأي بده يطلع في السماء عالي .. عالي .. فوق ..
شَبهتُ نفسي بالعاهرة ..
حرية جسدي أعبر عنها بنقودكم ..
هاتوا نقودكم هاتوا..
إسكنوا داري أهلا ومرحباً بكم..
صمت
صمتي هذا يعبر عن حالتي عن نفسيتي..
ألم صغير أحسست به في البداية ..
صغير جداً ثم ما لبث أن كبر ..
ظننتُ انها حشرة صغيرة شئ تافه ..
ولكن كان لا بد أن أصنع منها قضية .. قروية .. مدنية.. إنسانية.. عالمية.. شخصية..
ما عُدتُ أعرف الصواب من الصواب أو الخطأ من الخطأ..
((تضحك))
ما الفرق .. سيد الهم هم ..
مهزلة التاريخ..
فلسفة العبقرية..
قرية.. جدارين.. سور هائل.. مفتاح ..
طاعه.. موت .. قبر.. آخرة..
حكيم القرية .. أين حكيم القرية؟ نائم...؟
الأول: لا.. مستيقظ .. واقف صامد بين جدارين..
هو أديبُ ُ كبير نسج بكتاباته..
عقللي جسدي ..
فكري تفاؤلي..
حرقوا أملي ..قطعوا فكري.. مزقوا مؤلفاتي.. قتلوا أديبي..
شنقوه في الصفحه السادسه ..
علقوا مشنقته في الخاتمة.. شكراً لكم ..
ما زلت أذكره.. أنا حكيمُ ُ بين جدارين .. أنا حكيم بين جدارين..
حطمتُ الجدارين .. سبحتُ في القرية.. زرتُ أهلها..
ودعتهم.. سلامي لجميع .. إلى اللقاء..
وصلت السور.. ما فائدة النصر.. وكم من نصر ٍ نريد؟
إنتصرت ... رفعتُ رأسي .. عند السور مفتاحه الطاعه..
جبان أنا جبان.. ما قويت على المفتاح..
هل أعود حكيماً بين جدارين.. أم أُكمل؟؟؟
الثاني: ألديك إخوة؟
الأول:نعم.
الثاني: ((يفكر)) آهاا.. إسمع .. من خبرتي ستواجه مشكلةً إسرية نبدأ من حشرة تلك الأخت ((يشير إلى الرابعه)).
الأول: وما الحل؟
الثاني: بصراحه لم أجد الحل بعد .. ولكن لدي مخدر سيوقف مفعول المشكلة لثواني.
الأول: لثواني فقط؟
الثاني: بالطبع .. إذا طال عن ذلك يموت شعبك مسموماً ..
الثالث: يموت شعبك كما مات شعبي..
الأول: شعبك لم يمت.. شعبكِ باق.
الثالث: بل مات شعبي.
الرابعه: لم يمت.
الثالث: بل مات .
الأول: لم يمت .
الثالت: مات..
الأول: لا..
الرابعه: لا لا لم يمت لم يمت باق باق ((تقتل الثالث)).
الثالث: لم يمت.
الأول: ماذا فعلتِ أيتها الحمقاء.
الرابعه: ألا تريد قتلنا في النهاية.
الأول: أيتها الغبية إني أدافع عنكم.
الرابعه: كاذب.. أنت من قتلته.. قتلت حريتنا .. قتلت أطفالنا ..نساءنا .. شيوخنا..
الأول: كلامك هذا سياسي بحت.. يكفيكِ نفاقاً ..
الرابعه: سأقتلك.
الأول: لن تفعلي.
الثاني: كفاكما جدالاً أخرق.. مات الرجل ماذا نفعل نعيد الزمن؟
الأول: إنه خطأ الغبية تلك .
الرابعه: سأقتلك.
الثاني: أصمت ِ أنت ِ .. قتلتِ أخوكِ والآن تريدين قتلنا ؟ وأنت إذهب وجهز له جنازة تليق بمقامه ..
الأول: لن أفعل.. لن يموت .. بل سيبقى .. هو أمل كبير..
الثاني: مات الرجل.
الأول: لم يوت .. هو حي.. إنظر ((يذهب إلى الثالث محاولاً إيقاظه)) ها هو يتحرك.
الثاني: قلت لك مات إتركه يرقد بسلام.
الأول: لم يمت إنظر..
الرابعه: يكفي يكفي يكفي.. فلنشعلها مره إخرى..
الثاني: ما هي.
الرابعه: حياته.
الأول: نعم نعم.
الرابعه: فلنشعلها.
الثالث: توقف النص هنا في تاريخ 15/8/2006 كما توقف التاريخ حتى إشعار آخر بإمكانكم المغادرة أو الإنتظار إلى أن يكتمل التاريخ .. شكراً...
إذا كان للحُر دين فديني هو الحرية
تأليف/ أحمد الزغول