مطلع الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لبناء عالم مثالي
 
الرئيسيةwww.masrah.on.mأحدث الصورالتسجيلدخول
فرقة الضحى
للأناشيد و الامداح النبوية
0618193990
في جميع الافراح و المناسبات


 

 المداهب المسرحية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
granada
عضو نشيط
عضو نشيط



انثى
عدد الرسائل : 54
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 04/11/2008

المداهب المسرحية Empty
مُساهمةموضوع: المداهب المسرحية   المداهب المسرحية I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 28, 2008 2:11 am

المذهب الرومانسي


لقد نهضت دولة المسرح في اليونان القديمة وكذلك الإمبراطورية الرومانية القديمة ، ولم يكن الرومانيون أو اليونانيون قد عرفوا كلمة " كلاسي" أو " المذهب الكلاسيكي " ، وكذلك الحال مع شكسبير والذين عاشوا في عصره لم يعرفوا تلك الكلمة ألا وهي" رومانسي" أو " المذهب الرومانسي ، مع أن مسرحهم كان قد حيي حياة رومانسية خالصه تماما كما كان المسرح الروماني واليوناني القديمان يحييان حياة كلاسيكية خالصه.

إنه يحتم علينا قبل أن نذكر الرومانسية في ميدان المسرح أن نذكر التحديد القصير اليسير الذي وضعه هيني الألماني " 1797 - 1856 " لتوضيح الفرق بين المذهب الكلاسيكي والمذهب الرومانسي ، لقد شبه هيني المذهب الكلاسيكي بمذهب القيود ، ذلك المذهب الذي يحدد أهدافه ويقف عندها ، حيث أن الفنان الكلاسيكي يلتزم بقوانين صارمة لا يستطيع الخروج عنها ، فهي دائما تبدو في إطار مادي محدود ، أما المذهب الرومانسي فقد شبهه بمذهب الانطلاق …مذهب العاطفة والحرية ….المذهب الذي يطير بأجنحة قوية في عالم الروحانيات غير المحدود ، فقد كان هيني يوجب على الأديب أو الفنان أن يجعل الرمز أهم أدواته .

إننا نعلم أن المذهب الرومانسي هو المذهب المقابل للمذهب الكلاسيكي ، فالمذهب الكلاسيكي إذا كان يتقيد بقانون الوحدات الثلاث مثلا ، ألا وهي : وحدة الفعل ووحدة الزمان ووحدة المكان ، كما يتقيد بوحدة المادة والنغم ، فإن المذهب الرومانسي لا يتقيد بشيء من هذه الوحدات ، فشكسبير مثلا ، كان يجمع في مسرحياته إضافة إلى العقدة الأساسية أكثر من عقدة ثانوية ، وهو كذلك لا يقتصر كما فعل الكلاسيكيون على قصة أو حكاية واحدة تتسلط عليها جميع الأضواء ، بل هو يحشد في جميع مسرحياته قصصا شتى وحكايات ثانوية ينظم منها كلما تقدم الفعل مقدا رائعا حافلا باللآليء ، بحيث لا تمل العين من رؤيته والنظر إليه والتمتع به .

لقد كان شكسبير في أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر ينظم مسرحياته في إنجلترا كأنه ينظمها للعالم جميعا وللزمان كله وللبشرية كلها ، لقد كان شكسبير إنسانا عالميا ، ولم يكن شاعرا محليا أو صناعة إنجليزية ، لهذا السبب لم يعرفه الإنجليز ، وظلوا يجهلونه ما يقارب قرنا ونصف القرن أو أكثر ، حتى جاء شليجل ( 1767 - 1845 ) وهو رجل غير إنجليزي وعرفهم به وبقيمته ، حتى أدركوا أنهم يملكون كنزا ، ألا وهو أديب أغلى من إمبراطوريتهم .

لقد حطم شكسبير قيود الكلاسيكية وجعل المسرحية كائنا حيا يتنفس برئتين قويتين ، ويطير بجناحين طليقين لا يخضعان لقانون غير قانون الفن والحس والذوق والعاطفة، القانون الذي يستوي أمامه الملوك والسوقة لأنهم جميعا بشر ، ويضحك في ظله الناس حينما تجدّ لهم ظروف تبعث على الضحك ، ويبكون حينما تحز بهم ظروف لا يكون لهم فيها من البكاء مفر …. وهذه هي الدنيا .


المذهب الواقعي


بعد أن ضعفت ريح المذهب الرومانسي في فرنسا ، وفي كثير من أمم أوروبا وأمريكا ، عندها اشتاق الناس إلى أن يحدثهم الأدباء عن حياتهم الواقعية ، وبالفعل أخذ القصاصون العظماء أمثال ستندال ( 1783 - 1842 ) وبلزاك ( 1799 - 1850 ) وفلوبير ( 1821 - 1880 ) في فرنسا ، ودي فو ( 1660 - 1731 ) وفيلدنج (1707 - 1754 ) في إنجلترا ، يكتبون القصص الواقعية الممتعة التي ينتزعونها من الحياة الواقعية الصميمة ، وكانت أوروبا كلها في ذلك الوقت تقبل على قصص هؤلاء الكتاب العظماء وقصص إضرابهم وتلتهمها التهاما .

نود أن نبين أن هناك فرق بين المذهب الواقعي والمذهب الطبيعي ، ومن مجرد النظر إلى اسم كل منهما نستنبط الفرق بين المذهبين ..... فالشيء الطبيعي هو الشيء الذي يكون منسوبا إلى الطبيعة ... الطبيعة كما خلقها الله ، تلك الطبيعة التي لم تتأثر بالعوامل الخارجية الطارئة التي صنعها الإنسان في الغالب بما يتواضع علية من تقاليد وآداب ، وما يسنه من شرائع وقوانين ، وما يبتدعه من أصول الذوق العام ، أم عن الشيء الواقعي فهو الشيء الذي تحول إليه الشيء الطبيعي بعد أن تأثر بتلك العوامل الخارجية الطارئة ، والعوامل التي صنعها المجتمع بما تواضع عليه من تقاليد وآداب ، وما سنه من قوانين وشرائع .

قبل أن نبدأ في موضوعنا هذا يجب أن ننبه إلى أنه ما من إنسان في هذا الوجود إلا وفيه قدر من الطبيعة وقدر من الواقعية ... بل ليس ثمة أي مجتمع من المجتمعات إلا وفيه من هذا وذاك .... إلا أنه إذا طغت علية سمات المذهب الطبيعي قلنا عنه أنه مجتمع طبيعي .... فإذا غلبت عليه سمات المذهب الواقعي سمياه مجتمعا واقعيا .....

ترى ما الفرق بين الصورة والكلمة وبين الكائن الحي في التعبير عن الحقيقة ؟... لماذا يشعر الجمهور نفسه ، الجالس في صالة المسرح بهذا الفرق ، ولماذا يرفض الجمهور السماح للمثل بأن يكشف عما يسمح لملتن ورابلية بالإنابة عنه ؟... ثم كيف يمكن أن يكون ثمة ضل من الشك في أن الممثل لا ينبغي أن يسمح له بالحرية نفسها التي يسمح بها للكاتب أو للمصور ؛ بل هو في الواقع لا يسمح له بهذه الإجازة ؟
يعتبر المذهب الواقعي وسيلة وضيعة من وسائل التعبير ، خلعوها على العين عميت أبصارهم ، فتسمعهم ينقنقون كالضفادع " الجمال هو الواقع ، والواقع هو الجمال - ذاك هو كل ما أعرفه في هذه الدنيا - وكل ما أحرص على أن أعلمه - فلا تدع المعرفة وراء هذا " .

أم الفرق فهو مسألة حب ، فذاك الذي يحب هذه الدنيا فيرى الجمال في كل مكان ؛ إنه اله يحول النقص إلى كمال بالعلم والمعرفة ... إنه يستطيع أن يبريء الأعرج والمريض ، ويمكنه أن ينفخ روح الشجاعة في الضعاف المنحوبين ؛ بل في وسعة أن يتعلم كيف يشفي الأعمى فيرد عليه بصره !... إن القوة قد ألقت بمقاليدها بين يدي الفنان الذي يسيطر فيما اعتقد في هذه العالم .
إن إمكانية أن يقع المذهب الواقعي من نفوس الجماهير موقع الاستحسان أمر محتمل تمام الاحتمال في فترة وجيزة من الزمن ، ولكن ليس في فترة غيرها فالجماهير لا تهتم دائما بالبحث عن المعرفة ...... كلا .... بل هي لا تهتم حتى بعصارة الأفهام ، أو ذاك الجوهر الفرد البسيط الدائم ، الذي هو جوهر الحق ، المستقر في كل مكان إلى الأبد ، ولا يراه إنسان . إن ما يعني الجماهير هو الجري وراء المال ، تلك القوه السمينة البهيمية التي يرغون منها ما يمكن أن تتيح لهم - تلك القوة التي هي أشبه بالمرأة ، يصافحها المصافحون حينما لا يقنعون منها بقبلة ، تلك القوة التي أشبه بالسيد السند ، حينما ينفح بعشر قطع من الذهب إلى " سائلة الفقير " .... تلك القوة التي لا يعنيها إلا أن تتصدق بالقليل من المال في مواضع تكون فيها المحبة أولى وأجدى .

فطالما كانت الجماهير تتألف من تلك الطبقة الخسيسة الحوشية ... تلك الطبقة المساومة التي لا تبذل من الخير إلا فتاته ، فلسوف تضل مفتونة بهذا المذهب الواقعي الذي هو حيلة الفنان الوضيع العاجز .

إنه ليس ثمة ما يدعوا إثارة القلق في نفوس رواد المسرح ، وليس ثمة ما يدعوهم إلى استشعار الكآبة .... عفوا .... استشعار الغيظ إن أردت .. أما الكآبة فليس ثمة ما يدعوا إلى مثقال ذرة منها ، إذ أن هذا العدد المعدود من رواد المسرح الذين يشغفون بالجمال ويمقتون المذهب الواقعي ؛ هم أقلية صغيرة تتألف من ستة ملايين من الأنفس ، وهم مبعثرون هنا وهناك في أطراف المعمورة ، وهم كذلك لا يذهبون إلى المسارح الحديثة ، وإن ذهبوا فنادرا ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المداهب المسرحية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المداهب المسرحية
» المسرحية
» فن المسرحية
» المذاهب المسرحية .
» المذاهب المسرحية .

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مطلع الاسلام :: منتدى نادي المسرح :: المسرح-
انتقل الى: